فصل: مناسبة الآية لما قبلها:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن مجاهد {والذي تولى كبره} قال: عبد الله بن أبي ابن سلول يذيعه.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال: ذكر لنا أن الذي تولى كبره رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أحدهما من قريش، والآخر من الأنصار؛ عبد الله بن أبي ابن سلول ولم يكن شرٌ قطُّ إلا وله قادة ورؤساء في شرهم.
وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين؛ أن عائشة كانت تأذن لحسان بن ثابت، وتلقي له الوسادة وتقول: لا تقولوا لحسان إلا خيرًا، فإنه كان يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال الله {والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم} وقد عمي، والعمى عذاب عظيم، والله قادر على أن يجعله ذلك، ويغفر لحسان، ويدخله الجنة.
وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عم مسروق قال في قراءة عبد الله {والذي تولى كبره منهم له عذاب أليم}.
{لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12)}.
أخرج ابن إسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن بعض الأنصار أن امرأة أبي أيوب قالت له حين قال أهل الإِفك ما قالوا: ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال: بلى وذلك الكذب أكنت أنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ قالت: لا والله قال: فعائشة والله خير منك وأطيب، إنما هذا كذب وإفك باطل، فلما نزل القرآن ذكر الله من قال من الفاحشة ما قال من أهل الافك، ثم قال {ولولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرًا وقالوا هذا إفك مبين} أي كما قال أبو أيوب وصاحبته.
وأخرج الواحدي وابن عساكر والحاكم عن أفلح مولى أبي أيوب أن أم أيوب قالت: ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال: بلى وذلك الكذب أفكنت يا أم أيوب فاعلة ذلك؟ قالت: لا والله قال: فعائشة والله خير منك. فلما نزل القرآن، وذكر أهل الافك قال الله {لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات}. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
قوله: {إِنَّ الذين جَاءُوا بالإفك}:
في خبر {إنَّ} وجهان، أحدهما: أنه {عُصْبةٌ} و{منكم} صفتُه. قال أبو البقاء: وبه أفادَ الخبر. والثاني: أنَّ الخبرَ الجملةُ مِنْ قوله: {لاَ تَحْسَبُوهُ} ويكونُ {عُصْبَةٌ} بدلًا من فاعلِ {جاؤوا}. قال ابن عطية: التقديرُ: إنَّ فِعْلَ الذين. وهذا أنْسَقُ في المعنى وأكثرُ فائدةً من أَنْ يكونَ {عُصبةٌ} خبرَ إنَّ. كذا أورده عنه الشيخ غيرَ معترِضٍ عليه. والاعتراضُ عليه واضحٌ: من حيث إنه أوقع خبرَ {إنَّ} جملةً طلبيةً، وقد تقدم أنه لا يجوزُ. وإن وَرَدَ منه شيءٌ في الشعر أُوِّل كالبيتين المتقدمين، وتقديرُ ابنِ عطيةَ ذلك المضافَ قبل الموصولِ ليَصِحَّ به التركيبُ الكلاميُّ؛ إذ لو لم يُقَدِّرْ لكان التركيبُ: لا تَحْسَبوهم. ولا يعودُ الضمير في {لا تَحْسَبوه} على قولِ ابنِ عطيةَ على الإِفكِ لئلا تَخْلُوَ الجملةُ من رابطٍ يَرْبِطُها بالمبتدأ. وفي قولِ غيرِه يجوزُ أَنْ يعودَ على الإِفك أو على القَذِف، أو على المصدرِ المفهومِ من {جاؤوا} أو على ما نال المسلمين من الغَمِّ.
قوله: {كِبْرَهُ} العامَّةُ على كسرِ الكافِ، وضَمَّها في قراءته الحسنُ والزهريُّ وأبو رجاء وأبو البرهسم وابن أبي عبلة ومجاهد وعمرة بنت عبد الرحمن، ورُوِيَتْ أيضًا عن أبي عمروٍ والكسائيّ فقيل: هما لغتان في مصدرِ كَبُرَ الشيءُ أي: عَظُم، لكن غَلَبَ في الاستعمالِ أنَّ المضمومَ في السِّنِّ والمكانةِ يُقال: هو كُبْرُ القومِ بالضمِّ أي: أكبرُهم سِنًَّا أو مكانةً. وفي الحديث في قصة مُحَيِّصَة وحُوَيِّصَة الكُبْرَ الكُبْرَ وقيل: الضم معظمُ الإِفْكِ، وبالكسرِ البُداءَةُ به. وقيل: بالكسر الإِثمُ.
قوله: {لولا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المؤمنون}: هذه تحضيضيةٌ، و{إذ} منصوبٌ ب ظَنَّ.
والتقدير: لولا ظَنَّ المؤمنين بأنفسِهم إذ سَمِعْتُموه. وفي هذا الكلامِ التفاتٌ. قال الزمخشري: فإنْ قُلْتَ: هلاَّ قيل: لولا إذ سَمِعْتُموه ظَنَنْتُمْ بأنفسِكم خيرًا وقُلْتم. ولِمَ عَدَلَ عن الخطابِ إلى الغَيْبة، وعن الضميرِ إلى الظاهرِ؟ قلت: ليُبالِغَ في التوبيخِ بطريقةِ الالتفاتِ، وليُصَرِّحَ بلفظِ الإِيمانِ دلالةً على أنَّ الاشتراكَ فيه مُقْتَضٍ أَنْ لا يُصَدِّقَ أحدٌ قالةً في أخيه. وقوله: لِمَ عَدَلَ الخطابِ؟ يعني في قوله: وقالوا فإنَّه كان الأصلُ: وقلتم فعدل عن هذا الخطاب إلى الغَيْبة في: {وقالوا}. وقوله: وعن الضميرِ يعني أنَّ الأصلَ كان: ظَنَنْتُمْ فَعَدَلَ عن ضميرِ الخطابِ إلى لفظِ المؤمنين.
قوله: {فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ}: إذْ منصوبٌ ب {الكاذبون} في قوله: {فأولئك عِندَ الله هُمُ الكاذبون}. وهذا الكلامُ في قوةِ شرطٍ وجزاء. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ}.
هذه قصة عائشة رضي الله عنها، وما كان من حديث الإفك.
بَيَّنَ اللَّهُ- سبحانه- أنه لا يُخْلِي أحدًا من المحنة والبلاء، في المحبة والولاء؛ فالامتحان من أقوى أركانه وأعظم برهانه وأصدق بيانه، كذلك قال صلى الله عليه وسلم: «يُمْتَحَنُ الرجلُ على قَدْرِ دينه»، وقال: «أشدُّ الناسِ بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل».
ويقال إن الله- سبحانه- غيورٌ على قلوب خواصِّ عباده، فإذا حصلت ماسكنةُ بعض إلى بعضٍ يُجْرِي الله ما يَرُدُّ كُلَّ واحدٍ منهم عن صاحبه، ويردُّه إلى نفسه، وأنشدوا:
إذا عَلِقَت روحي بشيءٍ تعلَّقَتْ ** به غِيَرُ الأيام كي تسْلُبَنِّيَا

وإن النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا قيل له: أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة» فساكنها.
وفي بعض الأخبار أن عائشة قالت: «يا رسول الله إني أحبك وأحب قربك»... فأجرى اللهُ حديثَ الإفك حتى ردَّ قلبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها إلى الله، وردَّ قلب عائشة عنه إلى الله؛ حيث قال- لما ظَهَرَتْ براءةُ ساحتها: بحمد الله لا بحمدك كشف الله عنها به تلك المحنة، وأزال الشكَّ، وأظهر صِدْقَها وبراءة ساحتها.
ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا فراسةَ المؤمن فإنَّ المؤمن ينظر بنور الله» فإذا كانت الفراسةُ صفة المؤمن فأوْلى الناس بالفراسةِ كان رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، ثم لم تظهر له بحكم الفراسة براءةُ ساحتها، حتى كان يقول: «إنْ فَعَلْتِ فتوبي».
والسبب فيه أنه في أوقات البلاء يَسُدُّ اللَّهُ على أوليائه عيونَ الفراسةِ إكمالًا للبلاء. وكذلك إبراهيم- عليه السلام- لم يميِّز ولم يعرف الملائكة حيث قَدَّمَ إليها العِجْلَ الحنيذ، وتوهمهم أضيافًا. ولوط عليه السلام لم يعرف أنهم ملائكة إلى أن أخبروه أنهم ملائكة.
ويقال إنه كان صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة: «يا حُمَيرَاء» فلما كان زمان الإفك، وأرسلها إلى بيت أبويها، واستوحش الأبوان معها، ومَرِضَتْ عائشةُ- رضي الله عنها- من الحزن والوجد، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى واحدًا من دار أبي بكر يقول: «كيف بيتكم؟» لا عائشة ولا حميراء فما كان يطيب بالتغافل عنها، فتعبيره- إن لم يُفهَمْ بالتصريح- فيُفْقَهُ بالتلويح.
ثم إنه- سبحانه- قال: {لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِىْءٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ}: فبمقدار جُرْمِهم احتمل كلُّ واحدٍ ما يخصُّه من الوِزْر.
{لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12)}.
عاتبهم على المبادرة إلى الاعتراض وبَسْطِ ألسنتهم بالسوء عنها، وتَرْكِهم الإعراض عن حُرَم النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال: وهلاَّ جاءوا على ما قالوا بالشهداء؟ وإذا لم يجدوا ذلك مَهَلاَّ سكتُوا عن بَسْطِ اللسان؟. اهـ.

.تفسير الآيات (14- 18):

قوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما بين لهم بإقامة الدليل على كذب الخائضين في هذا الكلام أنهم استحقوا الملام، وكان ذلك مرغبًا لأهل التقوى، بين أنهم استحقوا بالتقصير في الإنكار عموم الانتقام في سياق مبشر بالعفو، فقال عاطفًا على {ولولا} الماضية: {ولولا فضل الله} أي المحيط بصفات الكمال {عليكم ورحمته} أي معاملته لكم بمزيد الإنعام، الناظر إلى الفضل والإكرام، اللازم للرحمة {في الدنيا} بقبول التوبة والمعاملة بالحلم {والآخرة} بالعفو عمن يريد أن يعفو عنه منكم {لمسكم} أي عاجلًا عمومًا {في ما أفضتم} أي اندفعتم على أي وجه كان {فيه} بعضكم حقيقة، وبعضكم مجازًا بعدم الإنكار {عذاب عظيم} أي يحتقر معه اللوم والجلد، بأن يهلك فيتصل به عذاب الآخرة؛ ثم بين وقت حلوله وزمان تعجيله بقوله: {إذ} أي مسكم حين {تلقونه} أي تجتهدون في تلقي أي قبول هذا الكلام الفاحش وإلقائه {بألسنتكم} بإشاعة البعض وسؤال آخرين وسكوت آخرين {وتقولون} وقوله: {بأفواهكم} تصوير لمزيد قبحه، وإشارة إلى أنه قول لا حقيقة له، فلا يمكن ارتسامه في القلب بنوع دليل؛ وأكد هذا المعنى بقوله: {ما ليس لكم به علم} أي بوجه من الوجوه، وتنكيره للتحقير {وتحسبونه} بدليل سكوتكم عن إنكاره {هينًا وهو} أي والحال أنه {عند الله} أي الذي لا يبلغ أحد مقدار عظمته {عظيم} أي في حد ذاته ولو كان في غير أم المؤمنين رضي الله عنها، فكيف وهو في جنابها المصون، وهي زوجة خاتم الأنبياء وإمام المرسلين عليه أفضل الصلاة وأفضل التسليم.
ولما بين فحشه وشناعته، وقبحه وفظاعته، عطف على التأديب الأول في قوله: {لولا إذ سمعتموه} تأديبًا فقال: {ولولا إذ} أي وهلا حين {سمعتموه قلتم} أي حين السماع من غير توقف ولا تلعثم، وفصل بين آلة التحضيض والقول المحضض عليه بالظرف لأن الظروف تنزل من الشيء منزلة نفسه لوقوعه فيها، وأنها لا انفكاك لها عنه، ولأن ذكره منبه على الاهتمام به لوجوب المبادرة إلى المحضض عليه: {ما يكون} أي ما ينبغي وما يصح {لنا أن نتكلم} حقيقة بالنطق ولا مجازًا بالسكوت عن الإنكار {بهذا} أي بمثله في حق أدنى الناس فكيف بمن اختارها العليم الحكيم لصحبة أكمل الخلق، ثم دللتم على شدة نفرتكم منه بأن وصلتم بهذا النفي قولكم: {سبحانك} تعجبًا من أن يخطر بالبال، في حال من الأحوال.
ولما كان تنزيه الله تعالى في مثل ذلك وإن كان للتعجب إشارة إلى تنزيه المقام الذي وقع فيه التعجب تنزيها عظيمًا، حسن أن يوصل بذلك قوله تعليلًا للتعجب والنفي: {هذا بهتان} أي كذب يبهت من يواجه به، ويحيره لشدة ما يفعل في القوى الباطنة، لأنه في غاية الغفلة عنه لكونه أبعد الناس منه؛ ثم هوله بقوله: {عظيم} والمراد أن الذي ينبغي للإنسان أولًا أن لا يظن بإخوانه المؤمنين ولا يسمع فيهم إلا خيرًا، فإن غلبه الشيطان وارتسم شيء من ذلك في ذهنه فلا يتكلم به، ويبادر إلى تكذيبه.
ولما كان هذا كله وعظًا لهم واستصلاحًا، ترجمه بقوله: {يعظكم الله} أي يرقق قلوبكم الذي له الكمال كله فيمهل بحمله، ولا يمهل بحكمته وعلمه، بالتحذير على وجه الاستعطاف: {أن} أي كراهة لأن {تعودوا لمثله أبدًا} أي ما دمتم أهلًا لسماع هذا القول؛ ثم عظم هذا الوعظ، وألهب سامعه بقوله: {إن كنتم مؤمنين} أي متصفين بالإيمان راسخين فيه فإنكم لا تعودون، فإن عدتم فأنتم غير صادقين في دعواكم الاتصاف به {ويبين الله} أي بما له من الاتصاف بصفات الجلال والإكرام {لكم الآيات} أي العلامات الموضحة للحق والباطل، من كل أمر ديني أو دنيوي {والله} أي المحيط بجميع الكمال {عليم} فثقوا ببيانه {حكيم} لا يضع شيئًا إلا في أحكم مواضعه وإن دق عليكم فهم ذلك، فلا تتوقفوا في أمر من أوامره، واعلموا أنه لم يختر لنبيه عليه الصلاة والسلام إلا الخلص من عباده، على حسب منازلهم عنده، وقربهم من قلبه. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14)}.